في عالم يتغير كل ثانية، ظهر جيل لا يكتفي بالاستهلاك، بل يعيد تشكيل المشهد الإعلامي بالكامل. جيل Z، الذي نشأ على الإنترنت وتربى على TikTok، لم يغير فقط شكل المحتوى، بل فرض شروطه على التسويق بالمؤثرين، ورفع معايير الأصالة والتفاعل.
هذا المقال ليس عن "التوجهات الجديدة"، بل عن التحولات العميقة التي أحدثها هذا الجيل في طريقة بناء الثقة، وتحفيز الشراء، وصناعة التأثير الحقيقي.
من هو جيل Z؟
- مواليد أواخر التسعينات حتى أوائل العقد الثاني من الألفية (12 – 28 عامًا تقريبًا).
- نشأوا في بيئة رقمية بالكامل.
- يمثلون قوة شرائية مباشرة تتجاوز 300 مليار دولار سنويًا، دون احتساب التأثير غير المباشر على قرارات الشراء العائلية.
- لا يتعاملون مع الإعلانات.. بل يتعاملون مع القيم والقصص والانطباعات الحقيقية.
جيل Z والتسويق بالمؤثرين: التأثير من الداخل
جيل Z لا يهتم بكم عدد من يتابع المؤثر، بل بـ"مدى صدقه"، ومدى تمثيله لواقعهم. لهذا، تراجعت قيمة المشاهير التقليديين، وصعد دور المؤثرين المحليين والنانو.
مثال من السوق السعودي:
أحد متاجر الأزياء اختار صانعات محتوى محليات على TikTok بمتابعين أقل من 100 ألف. النتيجة؟ ارتفاع الطلب 30% في 4 أيام.
السبب؟ الجمهور شعر بأن الحملة "تشبهه".
جيل Z لا ينتظرك على فيسبوك. يعيش يومه بين:
- TikTok
- Snapchat
- YouTube Shorts
ولا يحب المحتوى الطويل أو المعد بعناية زائدة. هو ينجذب إلى "اللحظة"، ويبحث عن محتوى سريع، تلقائي، وإنساني.
مثال عالمي:
- حملة e.l.f Cosmetics على TikTok
- تحدٍ موسيقي بأغنية أصلية
- آلاف المؤثرين شاركوا تلقائيًا
- 5 مليار مشاهدة
- أكثر من 3 مليون فيديو منشأ من المستخدمين
العلامات التجارية التي فهمت هذا التحول بدأت تلاحظ:
- ارتفاع في معدلات التحويل باستخدام نانو وميد-تير إنفلونسرز
- انخفاض في تكاليف الحملات مقابل تأثير أقوى
- جمهور أكثر ولاءً يتفاعل مع الرسائل لا العروض فقط
مثال:
متاجر سعودية دمجت المؤثرين الشباب في عروضها بشكل طبيعي (رموز خصم + قصص شخصية) ونجحت في رفع متوسط قيمة السلة الشرائية بشكل ملحوظ.
الخلاصة: لا تبع.. احكِ قصة
جيل Z لا يشتري بسبب إعلان.. بل بسبب حكاية.
لا يحب أن يُقال له "اشترِ"، بل يفضل أن يشعر بأنه جزء من التجربة.
إذا كنت مسوقًا أو صانع محتوى يستهدف هذا الجيل، اسأل نفسك:
- هل الحملة تقول شيئًا حقيقيًا؟
- هل المؤثر يعكس فعليًا من تخاطبهم؟
- هل المحتوى حيّ، تلقائي، ويصلح للمشاركة؟
جيل Z لا يمنح انتباهه بسهولة.. لكنه يمنحه لمن يلامسه بصدق. حين تدرك ذلك، لن تحتاج إلى حملات ضخمة، بل إلى حملات حقيقية.